اخبار الجزيرة

الأربعاء، 8 يوليو 2009

156 قتيلا وجريحا في أعمال العنف ضد مسلمي الصين


156 قتيلا وجريحا في أعمال العنف ضد مسلمي الصين 7-7-2009



ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف في إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين إلى 156 قتيلا وحوالي ألف مصاب . وأظهرت صور للتليفزيون الصيني قتلى وجرحى وسيارات مقلوبة ومحال محروقة في أورومتشي عاصمة الإقليم الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم من المسلمين ويقع على بعد 3270 كيلومترا غرب بكين.وقطعت السلطات الصينية شبكات الهاتف النقال كما قطعت الإنترنت أو قلصت سرعته في الإقليم الغني بالمعادن والنفط والذي يقع على حدود ثمان من جمهوريات آسيا الوسطى، وتطلق عليه قومية "الايغور" المسلمة جمهورية تركستان الشرقية. وكان العنف اندلع الأحد بتجمع عدة مئات من المتظاهرين المسلمين في مدينة أورومتشي عاصمة الإقليم الواقع شمال غربي الصين، وذلك في ثاني اضطرابات عرقية كبيرة تشهدها الصين خلال 18 شهرا، حيث قتل العشرات في مارس 2008 في احتجاجات لرهبان بالتبت يطالبون بحقوق أكبر للبوذيين.ورغم أن جماعات الايغوريين تصر على أن الاحتجاج كان سلميا وتحول إلى ضحية لعنف الدولة ، إلا أن الحكومة الصينية اتهمت الانفصاليين الايغوريين الناشطين خارج البلاد بتدبير وتنظيم هجمات منسقة ضد صينيين من قومية "هان" والتي تشكل غالبية سكان الصين ، بينما تشكل أقلية في إقليم شينجيانغ الذي تسكنه أغلبية مسلمة. كما وجهت حكومة إقليم شينجيانغ اللوم فيما حدث من أعمال عنف إلى الايغورية ربيعة قدير، وهي احدى زعامات الايغوريين، وتعيش في منفاها في الولايات المتحدة.واتهم رئيس حكومة الإقليم نور بكري رئيسة مؤتمر الإيغور العالمي ربيعة قدير بأنها كانت وراء تجييش الإيغوريين وتحريضهم وتحدث عن اتصالات هاتفية أجرتها مع أشخاص في الصين من أجل التحريض وعن مواقع استعملت لنشر الرسائل التحريضية. وأضاف أن التحقيقات الأولية تظهر أن العنف كان من تدبير وتنظيم "المجلس العالمي للايغوريين" الذي تتزعمه ربيعة قدير وأن التحريض على العنف وتنسيقه كان يدار من الخارج. إلا أن المنفيين من الايغوريين نفوا صحة ما سبق وأكدوا أن الشرطة فتحت نيران أسلحتها بشكل عشوائي على مظاهرات سلمية وأنها فرضت حظرا للتجوال خلال الليل. وحملت ربيعة بدورها في بيان إلكتروني الأمن الصيني مسئولية ما حدث ، قائلة إنه بالغ في قمع احتجاج سلمي لطلبة من الإيغور. وتحدث ديل شات راشيت المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي من منفاه بالسويد عن غضب يتزايد منذ مدة طويلة ، قائلا إن الإيغور "تعبوا من المعاناة في صمت".ورغم أن السلطات الصينية أعلنت أن الوضع تحت السيطرة، لكن رئيس حكومة الاقليم المضطرب نور بكري اعترف بأن الوضع ما زال معقدا جدا .يذكر أن قومية "الايغور" إحدى الأقليات في الصين، وهم مسلمون، ويزيد عددهم على ثمانية ملايين نسمة ، وكان إقليم شينجيانغ ذو الأغلبية المسلمة دوما بؤرة للتوتر، حيث شهد الإقليم -الذي تسكنه أغلبية مسلمة من الإيغور تتحدث التركية – اضطرابات في العقود الماضية مع الشرطة وعرقية الهان الذين يشكلون غالبية السكان في الصين، لكنها لم تكن بحجم الاضطرابات الأخيرة .ويسعى بعض الايغوريين إلى الانفصال عن الصين ويشكو ناشطون من الإيغور من التضييق على الحريات الدينية للمسلمين وتشجيع الصين لعرقية الهان على الاستقرار في إقليمهم، حيث باتوا ينافسون السكان المسلمين في الفرص الاقتصادية.

مقتل مصريه محجبه في المانيا داخل المحكمه بسبب الحجاب

مروة الشربيني مصرية قتلت بالمانيا بسبب الحجاب
شهدت مدينة "دريسدن" الألمانية احتجاجات غاضبة الجمعة شارك فيها مئات من المسلمين , بعد اعتداء أحد المواطنين الألمان على سيدة مصرية "محجبة" وزوجها ،داخل قاعة إحدى المحاكم أواخر الأسبوع الماضي , مما أدى إلى مقتل السيدة الشابة وإصابة زوجها بجروح خطيرة।وأكد مسؤولون بوزارتي الخارجية والتعليم في القاهرة أن السيدة وتُدعى مروة الشربيني (32 عاماً) زوجة المبعوث المصري لألمانيا , علوي علي عكاز , المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية , لقيت مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة , من قبل أحد الألمان بقاعة محكمة "لاندس كريتش" في دريسدن।ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السفير المصري لدى ألمانيا رمزي عز الدين يتابع الحالة الصحية "الحرجة" للزوج , فيما توجه الملحق الثقافي بالسفارة المصرية سيد تاج الدين إلى دريسدن مصطحباً معه أهالي الزوجة لتسلم جثمان القتيلة والاطمئنان على الزوج।كما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن وزير التعليم العالي والدولة للبحث العملي هاني هلال أمر بسفر أسرتي المبعوث المصري وزوجته إلى ألمانيا "بشكل عاجل" مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاستعادة جثمان الزوجة القتيلة ورعاية الزوج المصاب
الجريمه بدات بمشادة كلامية بين الزوجة والمواطن الالماني
أما صحيفة "الأخبار" فقد أشارت إلى أن أحداث "الجريمة" بدأت بمشادة كلامية بين الزوجة ومواطن ألماني يُدعى أليكس (28 عاماً) في حديقة للأطفال قبل عام , عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل , إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب।وذكرت الصحيفة القاهرية , في عددها الجمعة أن "الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسها" مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده , حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي , بتغريم المتهم 750 يورو , أي ما يُعادل حوالي 1055 دولار أمريكي।إلا أن المتهم الذي استأنف الحكم تربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة - بحسب الصحيفة , حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر أثناء محاولتهما إنقاذ الزوجة.
الزوج يرقد في غرفة العناية المركزة ولا يعلم بوفاة زوجته
وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك , من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية , لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه , ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات في مدينة دريسدن , ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته.وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى , البالغ من العمر أربع سنوات في دريسدن منذ عام 2003 بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية في معهد "فاكس بلانك" وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم ارحمها رحمه واسعه

الأحد، 28 يونيو 2009

رسالة إلى خطيب



الشيخ / وحيد عبد السلام بالي

الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :فإن الدعوة إلى الله تعالى من أفضل الأعمال ، وكيف لا تكون كذلك وهي رسالة الرسل والأنبياء ، وطريق المصلحين والعلماء ، لا يقوم الدين إلا بها، ولا ينتشر إلا عن طريقها


إلى الله تعالى قائل بأحسن قول : قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]


ولقد بشر الله سبحانه الدعاة إلى الله بالفلاح في الدنيا والآخرة : فقال سبحانه وتعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران:104]।

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة لازمة لعباد الله المؤمنين : قال سبحانه وتعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [التوبة:71]।

وحسبك أخي الداعية أن المخلوقات تدعو لك بظهر الغيب ؛ فقد روى الترمذي بسند جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [إن الله وملائكته ، حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت في البحر ، ليصلون على مُعَلِّمِ الناس الخير ]

أخىـ خطيب الجمعة ـ : إن خطبة الجمعة لها أهمية كبرى بين وسائل الدعوة المتاحة للدعاة ، فقد يتكاسل الناس عن المحاضرة ، وقد يتخلفون عن الدرس، لكنهم لا يتخلفون عن الجمعة ، إلا الذين لا يصلون أصلاً ، لأن المسلمين مأمورون جميعا بحضور الجمعة . قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) [الجمعة:9]।

ولذا فقد تجد أمامك جمعا غفيرا من المسلمين ، وربما تجد من بينهم من لا يدخل المسجد إلا يوم الجمعة ، وستجد فيهم الصالح والطالح ، والمفرط والمحافظ ، والمتواضع والمتكبر ، والمتقبل والمعاند । بل ستجد منهم المتعلم والأمي ، والصغير والكبير، والذكر والأنثى ، وغير ذلك من فئات المجتمع ، فكيف تخاطب هؤلاء جميعا بالأسلوب المناسب ، وكيف تستغل هذا الموقف للأخذ بأيدي هؤلاء جميعا إلى طريق الله عز وجل ؟فبات من الواجب عليك ـ أخي الخطيب ـ أن تتعلم فن الدعوة ؛ لتقدم تعاليم الإسلام في أبهى منظر وأجمل حلة


أسباب نجاح الخطبة

التكلم باللغة العربية الفصحى :

ينبغي على الخطيب أن يحرص على أن يلقي خطبته بالفصحى قدر جهده ، لأنها لغة القرآن الكريم، وشعار الإسلام ।والحديث بالفصحى يضفي على خطبتك إشراقا ، وعلى كلماتك نوراً ، وفي نفوس مستمعيك قبولا


التوسط في الإلقاء :

بحيث لا يكون كلامك سريعا فلا يفهم ، ولا بطيئا فيمله السامعون ، ولتعط لكل موقف ما يلزمه ، فإذا احتاج إلى انفعال أسرعت ، وإن احتاج إلى إقناع أبطأت


الاقتصاد في الخطبة :

فلا تكون طويلة مملة ، ولا قصيرة مخلة ، ولا تكون متشعبة الأفكار ، كثيرة الشواهد ، ركيكة المعاني ، بل موجزة مقتصدة ، وتلك هي السنة ، فقد قال سيد الخطباء صلى الله عليه وسلم: (إنَّ قصر خطبة الرجل ، وطول صلاته ؛ مئنة من فقهه)। ( رواه مسلم ) ، لأن القصر والإيجاز وإيصال المعنى من أقرب طريق؛ دليل على الفصاحة والعلم والفقه


ربط الخطبة بالواقع :

عليك أن تتحسس مشاكل مدينتك وتعالجها من فوق أعواد منبرك ، تعايش الناس وتترك المنبر يجيب عن تساؤلاتهم ، فحينما تكون خطبتك منتزعة من الواقع تكون أقرب إلى قلوبهم وأوقع في نفوسهم


المخاطبة على قدر الفهم :

فلا تخاطب العوام بمنطق علمي مرتفع ، ولا المتعلمين المثقفين بمنطق بدائي ممجوج ، بل تخاطب الناس على قدر عقولهم وعلومهم


الترفع عن الغلظة في القول والبذاءة في اللسان :

فلا تحقر مستمعيك ، ولا تقلل : من شأنهم ، ولا ترميهم بالجهل وقلة الفهم ، ولا تقذفهم بالفسق والفجور ، أو غير ذلك مما لا يليق بمكانة الداعية ـ حتى ولو كانوا كذلك ـ، بل تتلطف بهم في الحديث ، وترفق بهم في القول । قال تعالى ـ مبينا سبب اجتماع الناس حول النبي صلى الله عليه وسلم ـ: (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ َ) [آل عمران:159]। وقال تعالى ـ مرشداً للطريقة المثلى في الدعوة : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النحل:125]


استثارة همم المدعوين بما يفتح قلوبهم :

كان تخاطبهم بـ ( يا أخوة الإسلام ) ، ( يا أيها المؤمنون ) ، ( يا من آمنتم بالله ربا ، وبمحمد نبيا ، وبالإسلام دينا ) ، وما شابه ذلك مما يفتح قلوبهم ويقرب نفوسهم ، فإن المحبة مفتاح القلوب ।


فهذا إبراهيم عليه السلام يذكر أباه برابطة الأبوة أثناء دعوته ، فيقول : ( يا أبت) [مريم : 42] ، ويكررها كثيراً ।

وهذا لقمان يذكر ابنه برابطة البنوة ليكون أدعى لقبول الموعظة ، فيقول: (يا بني لا تشرك بالله ...) [ لقمان: 13]।

وهذا هود عليه السلام يذكر قومه برابطة القرابة فيقول : ( يا قوم) [ هود : 50]

وربنا تبارك وتعالى يذكر المؤمنين بإيمانهم ، ليردهم وازع الإيمان إلى الاستجابة والطاعة ،فيقول سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا ... ) [ البقرة : 153]

الابتعاد عن الحركات الكثيرة
ينبغي أن تتسم بالاتزان أثناء الإلقاء ، فلا تتحرك أو تشير إلا في الموقف الذي يدعو إلى ذلك ، وعليك بتجنب الحركات التي تسقط هيبتك من أعين الناس، مثل كثرة بلع الريق ، وفتل الأصابع ، والسعال المتكلف، وكثرة الالتفات ، وما شابهها

حسن المظهر :
ينبغي أن تصعد المنبر بالمظهر اللائق بالداعية ، فلا تلبس ثيابا رثة ، أو ممزقة ، ولا تلبس ثياب المترفين الرقيقة الشفافة ।فعليك أن تكون نظيف الثياب من غير تبرج ، طيب الرائحة من غير إسراف ، مهيب المنظر من غير تكلف .

التحضير الجيد للخطبة :
لا تصعد المنبر إلا وقد حددت موضوعك ، ورتبت أفكارك وانتقيت ألفاظك ، حتى لا ترتج عليك العبارات ، وتستعجم عليك الكلمات ، فلا تتمكن من تبليغ دعوة مولاك .ولا بأس في أن تستمع إلى أشرطة الخطباء المشهورين ، والوعاظ المبرزين لتتدرب على طرق الإلقاء ، ووسائل التأثير ، وأساليب الإقناع

ألا تصعد المنبر وأنت ممتلئ المعدة :
لأنه إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة ، و خرست الحكمة ، وكسلت الأعضاء عن العبادة . وقال محمد بن واسع : من قل طعامه فهم ، وأفهم وصفا و رقَّ ، وإن كثرة الطعام لتثقل صاحبها عن كثير مما يريد . وقال الشافعي : الشَّبع يثقل البدن ، ويزيل الفطنة ،ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة .

تلكم هي أسباب نجاح الخطبة ، فاحرصوا عليها إخواني الخطباء ، وكونوا منها على ذكر دائما ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه


رسالة إلى خطيب الجمعة



أخي خطيب الجمعة: السلام عليكم وحمة الله وبركاته
أيها الشيخ الفاضل والخطيب المفوه: أسأل الله أن يوفقك ويبارك فيك؛ فكم نفع الله بك الناس، يوم ذكّرت ووعظت، وأرشدت ونصحت، وعلَّمت ووجهت، فجزاك الله خير الجزاء ونفع بعلمك.
أيها الشيخ الكريم: لا يخفاك أن خطبة الجمعة تأتي في نهاية الأسبوع بمثابة التجديد للناس، وإذكاء روح الخير والإيمان في قلوبهم، فكثير من الناس لا يسمعون الذكر والخير والوعظ إلا في هذه الدقائق من يوم الجمعة؛ وإنه لحري بك وبكل خطيب أن يعتني بهذه الخطبة، ويجعلها ذات أولوية واهتمام في نفسه وذهنه، فيعدّ لها أتم إعداد، ويفكر فيها، ويستطلع ما يحتاج إليه الناس من أمور دينهم ودنياهم. وأعتقد أنك توافقني في ذلك رفع الله قدرك وزادك علما وفضلا.
أخي الخطيب: سائل نفسك باستمرار ماذا حققت من خطبك المتكررة؟! هل ساهمتْ خطبك وكلماتك في تربية المجتمع على الخلق الفاضل والأدب الحسن؟! هل بذلتَ وسعيتَ لتعليم الناس أمور دينهم؟! هل تحسُّ وتستشعر أنك تبني مجتمعاً وتنهض بأمة، أتمنى ذلك.
وتذكّر أخي الخطيب على الدوام أنها أمانة عظيمة أسأل الله أن يعينك على أدائها ويكون نفعها للجميع. وإن من الأمور التي ينبغي على الخطيب أن يفطن لها أن يكون ذا تواضع وسمت حسن، يوقّر الكبير ويرحم الصغير، ويكون قدوة للناس في كل أفعاله وأقواله سولوكه.
يذكر عن بكر بن عبد الله المزني أنه قال: ما رأيت أكبر مني إلا قلت هو خير مني؛ سبقني إلى الطاعة، ولا رأيت أصغر مني إلا قلت هو خير مني سبقته إلى المعصية، إن الخطيب قدوة للناس؛ فعليه أن يزِن كلامه وسلوكه وطريقة تعامله معهم، كما أن عليه أن يقدّر الظروف والمناسبات التي تناسب الخطبة، فلكل مقام مقال، وما يقال في مقام النصر والإنعام لا يقال في مقام الهزيمة ، وما يقال في زمن الأمن غير ما يقال في زمن الفتنة؛ فالناس يحتاجون في خطبتك إلى ما يرقق قلوبهم، ويكون سببًا في تعظيم الناس لربهم وخالقهم، وإن الناظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليجد اهتمامًا بالغًا منه صلى الله عليه وسلم بهذا الجانب، فكان كثيرًا ما يخطب بسورة ( ق )، التي تتضمن جوانب إيمانية وتربوية عديدة.
أيها الشيخ النبيل: إني والله أغبطك على ما أنت فيه من الخير، وكم يؤسفني عندما أذهب إلى صلاة جمعة فأجد خطبة باردةً وخطيبًا باردا فأحزن على ذلك كثيرًا مما يجعلني أنتقل من مسجده إلى مسجد آخر ولو كان بعيداً، وأثبت عند ذلك الخطيب، وعند تلك الخطبة التي تشنّف الآذان وترفع الإيمان وتزيد الهمة، وكأني أخرج من عند ذلك الخطيب المبارك وقد ولدت من جديد فلله درّه، وأسأل الله أن تكون مثله بل أنت مثله إن شاء الله سلام الله عليك يوم نفعت الناس بعلمك وحسن تحضيرك وبذلك وواقعيتك، والله يحفظك يرعاك. والسلام.

الثلاثاء، 19 مايو 2009

رسائل سفينة رمضان


الرسالة الأولى : ثوابت رمضانية
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
....أيها الأحبة في الله ...
أسأل الله تعالى أن يجعل رمضان هذا العام رمضان عتق رقابنا من النيران ، رمضان مغفرة الذنوب والآثام ، رمضان المعرفة بالرحمن ، رمضان الفردوس الأعلى في الجنان ، رمضان خير وبركة علينا جميعًا إن شاء الله ।وفي رمضان هذا العام مخاوف شديدة وبشارات عديدة
مخاوف أجملتها في محاضرة ( أخاف على رمضان ) :http://www.manhag.net/droos/details.php?file=342
سواء كان الخوف من الغفلة أو الاستدراج أو عدم تغير الحال كما هو المعتاد كل رمضان ،
مخاوف من الفتن الكثيرة ، وعدم تعظيم قدر رمضانوبشارات عديدة - بفضل الله تعالى - أراها أمام عيني ، من تسابق على الخيرات ، وتنافس في الطاعات ، وجد واجتهاد من الإخوة والأخوات ، وأرى من الآن من يهاتفني
على أنه سيختم كل يوم ونصف ، وأنه عاهد الله تعالى على أنه يريه أقصى ما عنده من الطاقة ، وآخرون يتحدون الصعوبات ، ويعاهدون الله على التوبة النصوح ، وتصديقها بأعمال فذة كبيرة
في القيام والتهجد ، وفي الصدقات ، وفي قراءة القرآن .ونحن على جناحي الخوف والرجاء سنمضي ، ونتعبد ربنا بشحنة إيمانية كل يوم من خلال برنامج ( أحبك ربي ) ، والذي أريده لكم جميعًا عملا كشأن الصيام والقيام وقراءة القرآن ،
شاهدوا الحلقة أو أنزلوها من على الموقع ، واجعلوها نصف ساعة قربة ، بتطهير القلوب من سوى علام الغيوب ، بتزكية النفوس ببلسم حب الله تعالى ، بالتودد إلى الله الودود .ومع الليلة الأولى واليوم الأول : نبدأ الرحلة المباركة ، والبداية المحرقة ، تؤدي للنهاية المشرقة .فاليوم أشعل عزيمتك ، وألهب حماسك فإنها ليلة العتق ، ليلة تصفيد الشياطين ، ليلة تفتيح الأبواب ، فاقدم فقد فتح باب الوصال بالله تعالى ، هيا تقدم وسارع واستبق ونافس ،
فيا باغي الخيرات أقبل فقد آن أوان الجد .عندنا ثوابت رمضانية معلومة نريد أن تكون فروضًا إيمانية علينا جميعا لا يتخلف عنها أحد ،
ويحاسب نفسه إن قصر فيها وكأنه ارتكب إثما كبيرا إن لم يأت بها جميعًا :
الثوابت هي :
الصلاة في أول الوقت ، وللرجال الصلاة في المسجد يدرك تكبيرة الإحرام ، لا محال للتفريط أبدا ، ومع كل صلاة ادع الله أن يبلغك الصلاة التالية تدرك التكبيرة ، حتى تنجح في اختبار 150 صلاة هذا العام بجدارة
12ركعة نوافل ( ليبني لك بيت في الجنة )
قراءة جزئين من القرآن
تدبر ولو آية ، لتفتح أقفال قلبك " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
المحافظة الشديدة على أذكار الصباح والمساء
الاستغفار ، والصلاة على النبي المختار ، والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ( الباقيات الصالحات ) وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ( بحد أدنى 100 مرة
الدعاء لا سيما قبل الفطر ، ووقت السحر ، وفي أوقات الإجابة المختلفة ( ولو عشر دقائق في كل وقت
حفظ اللسان ، بقلة الكلام " فمن صمت نجا " وهذا صيام اللسان ، وحفظ العين عن الالتفات وهذا صيام العين ، وحفظ القلب من التشتت والابتعاد عن سماع اللغو والرفث وهذا صيام الأذن والقلب ، وهذا باب مجاهدة عظيم ، فحاسب نفسك على الكلمة وعلى النظرة ، وعلى الخاطرة ، ليستقيم لك دينك
صدقة يومية ولو بربع جنيه ، لابد من ذلك لأن الصدقة برهان الإيمان
تفطير صائم ، ولو بتمرة كل يوم
اشتر مصحفًا وأعطه لمن تتوسم فيه الخير ليقرأ فيه في رمضان ويختم فيه ختمة لتزيد رصيدك
لا تكتفٍ بصلاة القيام في المسجد ، لابد من التهجد ، فصلَّ وحدك أحيانا أو مع أهلك ، أو في مسجد يتهجد فيه ، واجتهد في ذلك
لابد من عمل دعوي تقوم به ، من شراء شريط أو مطوية أو كتيب ونشره وتوزيعه ، أو نشر مقال أو محاضرة على المنتديات ، اسع في إيصال الخير للناس في وقت النداء ( يا باغي الخير أقبل )
إخوتاه ... هذه ثوابت للجميع
أمَّا المجتهدون فلهم عندي أعمال فذة كثيرة ।
من ينافس : صاحب العشرين ختمة في رمضان هذا العام
من ينافس : من ورده في صلاة القيام لا يقل عن 10 أجزاء
من ينافس : من يأتي كل يوم بورد أبي هريرة في الاستغفار (12 ألف مرة )
من ينافس : في إعانة الفقراء والمساكين وتفريج كرب المبتلين ، بجمع الصدقات والزكوات وإدخال السرور على المحتاجين ، وهذا لعمر الله من أضخم الأعمال لو أننا نفهم فقه ودرجات الأعمال
।من ينافس : الذي سينفق أثمن ما عنده لينال البر وهو أعظم الطاعات " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "أروا الله أنكم تحبونه ، على استعداد البذل بكل ما تستطيعون حتى يرضى ،
" ولسوف يعطيك ربك فترضى "
استحلفكم بالله أحسنوا استقبال رمضان
والله المستعان

الخميس، 9 أبريل 2009

«ღ» الصورة الحقيقية لسيد البرية _ صلى الله عليه وسلم «ღ»


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم

وصف خلقته الشريفة صلى الله عليه وسلم


رَأْسهُ وَوَجْههُ صلى الله عليه وسلم:

كَانَ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ(1) ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ ، لَيْسَ بِأَبْيَض أَمْهَق (شديد البياض وليس فيه حمرة) ، وَلا آَدَمَ (شديد السمرة) (2) ، بَيَاضهُ إِلىٰ السُّمْرَةِ مُشَرَّبٌ بِحُمْرَةٍ (3)، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا (4)، وَكَانَ وَجْههُ كَالقَمَرِ(5) والشَّمْسَ ، وَكَانَ مُسْتَدِيرًا (6)، أَبْيَض مَلِيحَ الوَجْهِ (7)، إِذَا سُرَّ تَبْرُقُ أَسَارِيرَ وَجْهِهِ (8) ، فَيَسْتَنِيرُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ ، وَكَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ (9)، وَمَا رُئِيَ شَيءٌ أَحْسَنَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في جَبْهَتِهِ (10)، وَكَانَ أَشدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا (11)، وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ في وَجْهِهِ (12).

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَ العَيْنَينِ ، أَهْدَبَ الأَشْفَارِ (حرف جفن العين) ، مُشْرَبَ العَيْنَيْنِ حُمْرَةً (13)، أَشْكَلَ العَيْنِ (طويل شق العين) (14) ، أَسْوَدَ الحَدَقَةِ ، أَدْعَجَ (شدة سواد العين في شدة بياضها) ، أَكْحَلَ العَيْنَيْنِ (15) .
دَقِيقَ الحَاجِبَيْنِ سَابِغْهُمَا ، أَزَجٌّ (أي مع تقوس ووصول إلى آخر العينين) ، أَقْرَنَ في غَيرِ قَرْنٍ ، أَبْلَجَ(16)، بَيْنَهُمَا عَرَقٌ يَدُرُّهُ الغَضَبِ (17).
مفَاضَ الجَبِينِ وَاسِعِه (18)، أَغَرٌّ (19)، أَجْلَىٰ كَأَنَّهُ يَتَلأْلأُ ، وَكَانَ العَرَقُ في وَجْهِهِ كَالُّلْؤلُؤ (20).

وَكَانَ أَسْيَلَ الخَدَيْنِ سَهْلَهُمَا (21)، أَقْنَىٰ الأَنْفِ (طول الأنف ورقة أرنبته مع حدب في وسطه) (22)، ضَلِيعَ الفَمِ (أي عظيمه والعرب تمدح عظم الفم وتذم صغره) (23)، أَفْلَجَ الأَسْنَانِ أَشْنَبَهَا (البياض والبريق والتحديد في الأسنان) (24)، حَسَن الثَّغْرِ ، بَرَّاق الثَّنَايَا ، إِذَا ضَحِكَ كَادَ يَتَلأْلأُ (25).

وَكَانَ كَثِيرُ شَعْرِ اللِّحْيَةِ(26)، أَسْوَدَهُ (27)، ذَا لِحْيَةٍ عَظِيمَةٍ حَسَنَةٍ كَادَتْ تَمْلأُ نَحْرَهُ (28)، إِذَا تَكَلَّمَ في نَفْسِهِ ، عُرِفَ ذَلِكَ مِنْ خَلْفِهِ بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ مِنْ عَظَمَتِهَا (29)، وَأَمَّا شَارِبَهُ فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُحْفِيهِ (يبالغ في قصه) (30).

وَأَمَّا شَعْرَهُ صلى الله عليه وسلم فَلَيْسَ بِجْعَدٍ (متلو أو ملتف) قَطَطٍ (شديد الجعودة كشعر الزنوج) وَلا سَبَط (ممتد ليس فيه تعقد)، رَجِل (31)، أَسْوَدَ اللَّوْنِ (32)، يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ ، وَيَضْرِبُ أَحْيَانًا مِنْكَبَيْهِ(33)، وَأَحْيَانًا إِلىٰ أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ ، وَأَحْيَانًا بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَعَاتِقِهِ (34)، فَيَكُونُ فَوْقَ الجمَّةِ (شعر الرأس إذا وصل إلى المنكبين) ، وَدُونَ الوَفْرَةِ (شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن)(35)، وَأَحْيَانًا يَجْعَلُهُ أَرْبَعَ غَدَائِرٍ أَوْ ضَفَاِئرٍ (36)، وَكَانَ يَسْدِلَهُ ، ثَمَّ فرق بَعَدَ(37).







صِفَةُ جِذْعِهِ صلى الله عليه وسلم:

في عُنُقِهِ سَطْعٌ (أي طول) كَأَنَّهُ إِبْرِيقَ فِضَّةٍ (38)، بَعِيدَ مَا بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ (39)، ضَخْمَ الكَرَادِيسِ (أي رؤوس العظام) (40)، أَشْعَرَ المِنْكَبَيْنِ وَأَعَالي الصَّدْر (41)، طَوِيلُ المَسْرَبَةِ (ما دق من شعر الصدر سائلا إلى السرة) (42)، مَوْصُولُ مَا بَيْنَ اللبَّةِ (المنحر) وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالخَطِّ (43)، عَارِيَ الثَّدْيَيْنِ وَالبَطْنَ ِممَّا سِوَىٰ ذَلِكَ (44).
لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ (ضخم بطن) سَوَاءَ البَطْنِ أو الصَّدْر (45)، أَنْوَرَ المُتَجَرِّدِ شَدِيدُ البَيَاضِ (46)، وَكَانَتْ عُكَنُهُ (ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا) صلى الله عليه وسلم كَأَسَارِيعِ (سبائك) الذَّهَبِ (47).

أَبْيَضَ الإِبِطِ(48)، أَعْفَرَهُ (بياض ليس بالناصع) (49)، وَكَانَ كَثِيرَ العَرَقِ ، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبُ الطِّيبِ (50)، لاسِيَّمَا إِذَا نَامَ (51)، وَكَانَ عَرَقُهُ كَأَنَّهُ اللُّؤْلؤَ (52).

وَأَمَّا ظَهْرُهُ فَكَأَنَّهُ سَبِيكَةَ فِضَّةٍ (53)، فِيهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ (54)، عِنْدَ نَاغِضَ (أعلى الكتف) كَتِفِهِ اليُسْرَىٰ جَمْعًا ، عَلَيْهِ خيلانِ (الشامة في الجسد) كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ (الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها) (55)، مِثْلُ بَيْضِ الحَمَامَةِ ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ كَغُدَةٍ حَمْرَاءَ (56)، أَوْ بُضْعَةٍ نَاشِزَةٍ (57)، أَوْ مِثْلِ زِرِّ الحِجْلَةِ (بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار) (58)، وَعَلَيْهِ شَعْرَاتٌ مُجْتَمِعَاتٍ (59).




صفة أطرافه صلى الله عليه وسلم:

شَبَحَ الذِّرَاعَيْنِ(60)، أَشْعَرْهُمَا (طويل الذراعين) (61)، شَثَنَ (أي ضخم) الكَفَّيْنِ بَسِطَهُمَا (62)، مَا مُسَّ حَرِيرَ وَلا دِيبَاجٍ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صلى الله عليه وسلم(63)، كَانَتْ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ المِسْكِ (64)، وَكَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مَنْ جَوْنَةِ عَطَاٍر (التي يعد فيها الطيب) (65).
سَاقَهُ كَأَنَّهَا جمَارَةٍ (قلب النخلة)(66)، لَهَا وَبِيصٌ (بريق ولمعان) يَرَاهُ النَّاظِرَ (67)، مَنْهُوسَ العَقِبِ (أي قليل لحم العقب) (68)، شَثَنَ القَدَمَيْنِ (69)، يَطَأُ الأَرْضَ بِقَدَمَيْهِ جَمِيعًا ، لَيْسَ لَهُ أَخْمص (الموضع الذي لا يلتصق بالأرض عند الوطأ) (70).




صِفَاتٌ عَامَّةٌ :

كَانَ رَبْعَةً (متوسط بين الطول والقصر) مِنَ القَوْمِ ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ وَلا بِالقَصِيرِ (71).

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ(72)، وَإِذَا مَشَىٰ تَكَفَّأَ (يسرع لكن في اعتدال فلا هو بالسريع ولا هو بالبطيء) (73)، كَأّنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ (74)، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا (75)، وَمَا رُئِيَ أَحَدٌ أَسْرَعُ مَشْيًا مِنْهُ ، كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَىٰ لَهُ، وَإِنَّ مَنْ َمعَهُ لَيَجْهَدُ أَنْ يُدْرِكُهُ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ (76).

وَلا شُمَّ رِيحٌ قَطْ أَوْ عُرْفٍ قَطْ ، وَلا عَنْبَرَ وَلا مِسْكٍ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِهِ أَوْ عُرْفِهِ صلى الله عليه وسلم (77)، وَكَانَ مَقْصِدًا (أي ليس بجسيم ولا نحيف)(78)، حَسَنُ الجِسْمِ (79).

لَمْ يُرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلِهِ(80).

وَقَدْ كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِأَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام(81)، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لَوْ عَدَّهُ العَادّ لأَحْصَاهُ ، لا يَسْرِدُهُ سَرْدًا (82)، وَلَكِنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ بَيِّنٍ ، فَصْل ، يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ (83)، وَكَانَ في صَوْتِهِ صَحلٌ (بحة خفيفة) .


الاثنين، 19 يناير 2009

حقيقة الحياة

حقيقة الحياة..

حياة الصالحين هي الحياة الحقيقية ..
فعبادة الله .. هي الحياة التي خلقت لأجلها ..
وأوجدك الله لها .. فأي لذة للحياة .. إذا كنت تشعر في كل لحظة منها .. أنك عدوٌ لله .. متتبع للشهوات .. واقع في المحرمات .. وربك الذي يطعمك ويسقيك .. وإذا مرضت فهو يشفيك .. وهو الذي يميتك ثم يحييك .. بل .. كل شعرة من شعراتك .. وذرة من ذراتك .. لا تتحرك إلا بإذنه .. ومن صدق لله في توبته ..
تحول بعدها إلى جندي من جنود هذا الدين .. يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ..
ويحمل همَّ الإسلام ..
ولقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبسط أحدهم يده فيبايع محمداً صلى الله عليه وسلم ..
ثم يستشعر أنه بهذه البيعة أصبح جندياً يعمل لهذا الدين ..
ذكر ابن إسحاق وأصل القصة في البخاري ..
أن النبي صلى الله عليه وسلم .. لما تمكن في المدينة ..
بدأ يبعث أصحابه إلى ما حوله من القرى والوديان .. يدعون الناس إلى الإسلام ..
فبعث أحد الصحابة إلى وادي نعمان قرب الطائف ..
فلما وصل ذلك الصحابي إليهم .. فإذا أعراب في بواديهم .. لا يعقلون من الحياة إلا إبلهم وغنمهم ..
فدعاهم إلى الله .. وأبان لهم الدين .. فأعرضوا ..
فانطلق رجل منهم إلى المدينة .. لينظر في خبر هذا النبي ..
انطلق الرجل على ناقته .. حتى وصل إلى المدينة ..
ثم دخلها .. وأقبل يصيح بين الناس : أين ابن عبد المطلب .. أين ابن عبد المطلب ..
فدله رجل على المسجد .. فتوجه إليه ..
فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه يوماً .. إذ أقبل الأعرابي الجلد .. وقد جعل شعره جديلتين ..
فأناخ بعيره على باب المسجد .. فعقله .. ثم دخل المسجد .. وقال :
وصاح بالناس : أيكم ابن عبد المطلب ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا ابن عبد المطلب " ..
فقال : محمد ؟ فقال :" نعم " ..
فقال : يا ابن عبد المطلب ! إني سائلك .. ومغلظ عليك في المسألة .. فلا تجدن في نفسك علي .. فقال صلى الله عليه وسلم: " لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك " ..
فقال : من رفع السماء ؟ قال : الله .. قال : فمن بسط الأرض ؟ قال : الله ..
قال : فمن نصب الجبال ؟ قال : الله .. قال : فأسألك بالذي رفع السماء .. وبسط الأرض .. ونصب الجبال .. آلله بعثك إلينا رسولاً ؟
قال : " اللهم نعم " .. قال : فأنشدك الله .. آلله أمرك أن نعبده لا نشرك به شيئاً .. وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم نعم " .. ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة .. فريضة : آلله أمرك أن نصلي خمس صلوات ؟ آلله أمرك أن نزكي أموالنا ؟
آلله أمرك أن نصوم ؟ ويعدد فرائض الإسلام .. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم نعم ..
حتى إذا فرغ قال :
فأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني بكر بن سعد .. وإني أشهد أن لا إلـه إلا الله .. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وسأؤدي هذه الفرائض .. وأجتنب ما نهيتني عنه .. لا أزيد ولا أنقص ..
ثم انصرف خارجاً من المسجد .. راجعاً إلى بعيره ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى : " إن يصدق ذو العقيصتين .. يدخل الجنة "
ثم أتى بعيره .. فأطلق عقاله .. وانطلق عليه حتى قدم على قومه ..
فاجتمعوا عليه .. فكان أول ما تكلم به أن قال : بئست اللات والعزى ..
فقالوا : مه يا ضمام .. اتق البرص .. والجنون .. والجذام ..
قال : ويلكم .. إنهما ما يضران ولا ينفعان .. إن الله قد بعث رسولاً .. وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه .. وإني أشهد أن لا إلـه إلا الله .. وأن محمداً عبده ورسوله .. وإني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه ..
فما زال بقومه .. يدعوهم .. ويستنقذهم من النار ..
حتى ما غابت الشمس ذلك اليوم .. وفي قومه أحد كافر ..
* * * * * * * * *
فهل نجد عند التائبين اليوم .. مثل هذه الحماس .. في نشر الدين .. ومناصرة عن المؤمنين ..
كم من تائب كان في جاهليته رأساً في المنكرات .. والدعوة إلى الشهوات ..
لكنه بعد توبته .. وصلاحه واستقامته .. أصبح ذيلاً بعد أن كان رأساً .. راجلاً بعد أن كان فارساً .. عجباً !! جبار في الجاهلية خوار في الإسلام ؟!!
لا ينفع الإسلام ولا المسلمين .. لا في دعوة .. ولا إصلاح ..ولا تعليم جاهل .. أو نصح غافل ..

لذلك لابد لنامن بصمة في الحياة
نهدي بهاحيارى الطريق ممن كنامثلهم